ضمن المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي الإنصاف والجبر والتعويض لضحايا التعذيب وسوء المعاملة عقد مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بالتعاون مع بلدية العيزرية ورشة عمل بعنوان الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن ممارسات الاحتلال بحق النساء الفلسطينيات، افتتح اللقاء السيد موسى الشاعر رئيس بلدية العيزرية مرحبا بالحضور وبالمؤسسات الشريكة ومؤكدا على الدور التكاملي والتعاوني بين مؤسسات المجتمع المختلفة وعلى استعداديه البلدية للتعاون في تقديم الخدمات لكافة أفراد المجتمع، فيما تحدثت السيدة ميادة سحويل أخصائية التوعية المجتمعية في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب عن دور المركز في تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والطبي الدوائي للفئات المتضررة ( ضحايا التعذيب والعنف المنظم ) والآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن ممارسات الاحتلال بحق النساء الفلسطينيات، وما يترتب على ذلك من احتياج النساء إلى الحصول على خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهن على التأقلم مع ظروف ومستجدات الحياة والتخلص من الأعراض الناجمة عن التعرض إلى الضغوطات التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي من اعتقال لأبنائهن وأزواجهن وأقاربهن، كما وأكدت على جهوزية المركز لتقديم الخدمات من خلال فريق العمل الميداني الذي يقوم بزيارة المتضررين والضحايا في منازلهم في البلدة ، وفي ذات السياق أكدت سحويل على ضرورة تكاتف الجهود وتكاملها لضمان حقوق المرأة وصيانتها وتوعيتها بحقوقها سيما الاتفاقيات التي تنص صراحةً على ذلك.
وبدوره تحدث السيد إياد أبو هلال رئيس قسم تأهيل الأسرى في مديرية هيئة شؤون الأسرى والمحررين القدس عن الانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في بلدتي العيزرية وابو ديس مؤكدا ذلك بإحصائيات وأرقام، حيث أشار إلى أن عدد الأسرى في بلدة العيزرية 38 أسير معظمهم من الأطفال وأسيرة واحدة، وفي منطقة أبو ديس 60 أسير في سجون الاحتلال، وفي ذات السياق تحدث أبو هلال على أن المرأة الفلسطينية هي الأسيرة أو زوجة الأسير أو أم الأسير وتواجه على كافة الصعد غطرسة الاحتلال، حيث تواجه المرأة الفلسطينية أساليب شتى من التعذيب أثناء اعتقالها مؤكدا على ما تتعرض إليه المرأة الفلسطينية أثناء زيارتها لذويها في سجون الاحتلال من ضرب واهانات وإذلال والتفتيش العاري اصدق مثال على ذلك، وما يترتب على ذلك من أثار نفسية واجتماعية تنعكس على ذاتها وعلى أسرتها ومجتمعها.
شارك في هذا اللقاء عدد من النساء من جمعية الهناء لتنمية وتطوير المرأة في بلدة العيزرية ومن جمعية تمارا في بلدة أبو ديس ، حيث قامت مجموعة من أمهات الأسرى المشاركات في المجموعة من خلال طرح تجاربهن والمعاناة التي تعرضن إليها أثناء اعتقال أبنائهن في سجون الاحتلال وبعد الإفراج عنه، كما اختتم هذا اللقاء بمجموعة من التوصيات التي انبثقت عنه والتي من أهمها:
أولا: حاجة النساء في منطقة العيزرية وابو ديس إلى رفع مستوى الوعي بكيفية التعامل مع أزواجهن أو أبنائهن الأسرى بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال بعد تعرضهم إلى تجربة صعبة ومؤلمة.
ثانيا: تشكيل لجنة من النساء في البلدة تقوم بعمل زيارات تفقدية وداعمة لذوي الأسرى خلال تواجد أبنائهم في سجون الاحتلال.
ثالثا: حاجة النساء في مناطق القدس وضواحيها إلى توعية بطرق التعامل مع الأطفال الذين فقدوا إخوانهم أو احد من أفراد أسرهم بسبب الظروف الصعبة الراهنة والضغوطات النفسية التي يتعرض إليها الأطفال في هذه المناطق.
رابعا: تم في هذا اللقاء مناقشة موضوع الحبس المنزلي الذي يصدر بحق الأطفال المقدسيين والضغوطات النفسية التي تمر بها أمهات الأطفال الذين صدر بحقهم هذا القرار، وحاجتهن إلى الدعم النفسي والاجتماع ورفع مستوى الوعي لديهن بطرق التعامل مع أطفالهن خلال مرحلة الحبس المنزلي والتخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن ذلك.
خامسا: تم عقد جلسة على هامش هذا اللقاء مع أمهات الأسرى اللواتي شاركن في تجاربهن والحصول على عناوينهن بهدف إشراكهن في برنامج الزيارات الميدانية التي يقوم بها طاقم المركز في البلدة وتقديم الخدمة لهن.