دائرة الابحاث وقاعدة البيانات
تلعب دائرة الأبحاث في مركز علاج وتأهيل ضحايا
التعذيب دورًا حاسمًا في عمل المركز. حيث تعمل على إجراء دراسات علمية متعمقة حول
آثار التعذيب الجسدية والنفسية، وكذلك عوامل الخطر والوقاية. تستخدم الدائرة كذلك
المنهجيات البحثية المتقدمة وتحليل البيانات لفهم الأسباب والعواقب وتأثيرات
التعذيب، وتطوير المعايير الأفضل للعلاج والتأهيل.
إن الحاجة إلى الدراسات والبحوث العلمية والتوثيق تعتبر من الأولويات
الضرورية التي جعلها المركز في مقدمة برامجه؛ بهدف توفير معلومات علمية بحثية في
مجالات الصحة النفسية والمجتمعية وحقوق الإنسان وفهم ورصد المتغيّرات ذات العلاقة
بالمجتمع الفلسطيني بشكل عام، ومجتمع المنتفعين من خدمات المركز بوجه خاص، لملائمة
البرامج والخدمات التي يقوم بها المركز على ضوء النتائج وإعداد التوصيات للجهات
ذات العلاقة وأصحاب القرار؛ لمواجهة المعضلات ووضع الحلول والخطط على أسس علميّة،
يضاف إلى ذلك المشاركة العلمية الفاعلة في المحاضرات والدورات التدريبية
والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية. وهذه البحوث المشار إليها تقسم إلى ثلاثة
أنواع:
البحوث العامة (الكبيرة)
الكمية والكيفية والتي يتم تحديد
مجتمع الدراسة من الظواهر المستجدة في المجتمع، حيث يتم إيلاء حقوق الإنسان أولوية
كبيرة بهدف بيان حدود التحسن أو التراجع في حماية حقوق الإنسان في الأراضي
الفلسطينية ومن أجل حفز قطاعات واسعة من الرأي العام للعمل من أجل وقف الانتهاكات
وكذلك حفز المجتمع الدولي للضغط على الحكومات من أجل تحسين حقوق الإنسان
البحوث التجريبية والإكلينيكية والتي تشتمل على دراسة عيّنة من
منتفعي المركز أو الفئة المستهدفة التي تتلقى خدمات المركز؛ لمعرفة مدى نجاعة
الخدمة المقدمة لهم.
رصد ومراقبة ودراسة أثر
البرامج والخدمات المقدمة للفئة المستهدفة من المجتمع الفلسطيني وعلى سبيل المثال
المخيمات الصيفية؛ بهدف معرفة مستوى تأثيرها عليهم وتحديد سبل الرقي بها لتلبية
احتياجاتهم على أكمل وجه.
قاعدة البيانات
تعتبر قاعدة البيانات الخاصة بضحايا التعذيب
أداة حيوية في عمل المركز، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم وتخزين وإدارة
المعلومات. تتمثل أهمية قاعدة البيانات في عدة جوانب:
تنظيم المعلومات: تساعد قاعدة البيانات في
تنظيم البيانات وترتيبها بطريقة منهجية ومنظمة. يتم تجميع البيانات ذات الصلة في
جداول وتصنيفات محددة، مما يسهل الوصول إلى المعلومات وتحليلها بسرعة وكفاءة.
توفير الوقت والجهد: بفضل قاعدة البيانات، يمكن
الوصول بسهولة إلى معلومات هامة ومفيدة في وقت قصير. تقلل قاعدة البيانات من
الحاجة إلى البحث اليدوي والتصفح غير المنتظم للوثائق والملفات، مما يوفر الوقت
والجهد للمستخدمين.
نحن نحافظ على قاعدة بيانات آمنة وسرية تحتوي
على معلومات موثوقة المصدر حول الناجين وتجاربهم وتقدمهم خلال عملية التأهيل.
تساعدنا هذه القاعدة في تتبع وتقييم فعالية تدخلاتنا، ومراقبة الاتجاهات،
والمساهمة في جمع المعلومات حول التعذيب وانماطه وعواقبه. نتعامل مع هذه المعلومات
بأقصى احترام للخصوصية والسرية حسب مبادئ بروتوكول اسطنبول، مضمنين أنها تخزن بشكل
آمن ويتم الوصول إليها فقط من قبل الأشخاص المصرح لهم بذلك.
تمكّننا قاعدة البيانات من تحديد أنواع الصدمات
والأعراض وأساليب التدخل وعدد الجلسات لكل حالة والعمر والجنس والإعاقات والموقع
والمستوى التعليمي والجهات المزعومة المتسببة والسجل الطبي ومتغيرات أخرى.
يتعامل مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب مع المعلومات
الموجودة في قاعدة بياناته حسب معايير المركز الإقليمي لعلاج ضحايا التعذيب IRCT والتي تضمن سرية المستفيدين
وفقًا للتوجيهات الصارمة للاتحاد العالمي للطب النفسي والاتحاد الدولي للعلوم
النفسية، كذلك يراعي المركز المعايير العالمية لحماية الأطفال ونشر التدخلات
الشاملة التي لا تسبب أي ضرر.