استشهاد الأسير فارس بارود نتيجة الإهمال الطبي في معتقلات الاحتلال
الإسرائيلي
مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب يدين
ممارسة سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإهمال الطبي المتعمد تجاه الأسير فارس بارود
(51 عاماً) مما أدى إلى استشهاده مساء الأربعاء الموافق 6/2/2019، حيث كان يعاني
من مشاكل مستعصية في الكبد وكان قد تعرض
لنزيف داخلي في نهاية عام 2018 مما أدى إلى استئصال جزء من كبده .
وليست هذه الحالة الوحيدة لسياسة الإهمال
الطبي المتعمد الذي تنتهجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين،
فالأسيرين معتصم رداد وسامي أبو دياك يعتبران من أصعب الحالات المرضية في معتقلات
الاحتلال الإسرائيلي حيث أنهما يعانيان من أورام سرطانية في الأمعاء وأمراض خطيرة
أخرى تستدعي التدخل الفوري للعلاج الطبي. وكذلك الأسير علي محمد القيسي والذي
بالإضافة إلى معاناته من الضغوط النفسية التي تعرض إليها خلال التحقيق فإنه أصيب
لاحقاً بأمراض صعبة ويعاني من آلام شديدة ومتواصلة بسبب وجود رمل وحصى في الكلى
لديه ومضاعفات تجعله غير قادر على النوم، ورغم الشكاوى ومراجعة عيادة المعتقل إلا
أنه لم يتلقى أدنى علاج أو رعاية صحية. كذلك الأسير ناهض الأقرع والذي يعاني من
مشاكل صحية عديدة ومبتور القدمين، والأسير خالد الشاويش الذي يعاني من شلل نصفي
ومن عدة أمراض مزمنة، والأسير منصور موقدة مصاب بالشلل، والأسير مصطفى ضراغمة
يعاني من مشاكل الكلى ومن مرض السكري، والأسير عز الدين كرجة يعاني من إصابة
بالحوض والكتف والقدم وبحاجة لإجراء عملية جراحية، والأسير أحمد دعيسات يعاني من
إصابته بعدة طلقات في فخذه الأيمن، والأسير وليد شرف يعاني من مشاكل بالكبد
والتهابات بالامعاء، والأسير محمد أبو هويلة يعاني من إصابة بالقدم اليسرى،
والأسير محمد أبو خضر بحاجة لعملية زراعة كلية، والأسيرة إسراء جعابيص والتي تعاني
من حروق في أكثر من 50% من جسدها وهي بحاجة ماسة إلى أكثر من ثماني عمليات، وحالهم
حال الكثير من الأسرى المعرضون للاستشهاد بأي لحظة في حال عدم تقديم العلاج الطبي
الفوري.
إن من أهم الحقوق التي يكفلها القانون هو
حق الرعاية الطبية والعلاج المناسب، ويوجد في كل واحد من المعتقلات الإسرائيلية
عيادة طبية تابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية في قسم خاص للأسرى الفلسطينيين، إلا
أن الأسرى الفلسطينيين بعيدين كل البعد عن التمتع بهذا الحق، فهناك الكثير من
الخروق والانتهاكات لهذا الحق الأساسي. فمن خلال الإهمال الطبي تنتهك إسرائيل مواد
اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة والتي كفلت حق العلاج والرعاية الطبية، وتوفير الأدوية
المناسبة للأسرى المرضى، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية، وذلك عكس ما تفعله دولة
الاحتلال الإسرائيلي في المعتقلات الإسرائيلية حيث أدت معاملتها القاسية مع الأسرى
الفلسطينيين إلى استشهاد الكثير منهم داخلها خلافا لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة
التعذيب UNCAT وغيرها. مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب يطالب بوقف الانتهاكات
المستمرة والمتكررة لحقوق الإنسان لما لها من حرمة، ويشجع جميع الدول والأطراف على
احترام كافة القوانين المحلية والدولية لحقوق الإنسان والتقيد بها ومحاسبة المسؤولين
عن مثل هذه الأفعال غير القانونية.