بمناسبة يوم المرأة العالمي يدين مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسيرات الفلسطينيات في المعتقلات الإسرائيلية، فمنذ عام 1967 تم اعتقال أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويتعرضن لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي من اعتداءات جنسية ولفظية الخادشة للحياء خلال عمليات اعتقالهم أو التحقيق معهن وكذلك من قبل السجينات الجنائيات الإسرائيليات، كذلك الظروف الصعبة والقاسية التي يعشن فيها من تعامل إدارة السجون السيئ وانعدام الخصوصية بسبب التدخل في حياتهن اليومية ونشر كاميرات المراقبة في ساحة المعتقل، وكذلك وضع غرف الاستحمام في الساحة أيضا مع وجود غرف السجانين والسجانات الإسرائيليين أمام الساحة مباشرة ، الأمر الذي يقيد خصوصية الأسيرات. تعيش الأسيرات الفلسطينيات في غرف لا تصلح للحياة الآدمية حيث الغرف القديمة جدا والمتهرئة والرطوبة والأرض المشققة والخزائن الصدئة وانعدام توفير حاجياتهن الأساسية إلا بعد مماطلة تدوم لوقت طويل.
تعاني الأسيرات من سياسة الإهمال والمماطلة الطبية، وخاصة عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات اللواتي تعانين من مشاكل صحية وأمراض ، وعدم صرف أدوية مناسبة والمماطلة في تحديد موعد للفحص الطبي للأسيرات ذوات الحالات المرضية الخطرة والتي تستدعي التدخل الطبي الفوري، وفي حال تحديده يتم نقلهن للعيادات أو المشافي وهم مقيدات وكذلك المماطلة في تحديد موعد للعمليات الجراحية لهن والاكتفاء بإعطائهن المسكنات، ويتم إجراء الفحوصات والعمليات الجراحية للأسيرات وهن مقيدات وبتجمع السجانين والسجانات حولهن في غرفة العمليات مما يشكل تعذيبا نفسيا شديدا. وتعتبر الأسيرة إسراء الجعابيص من أصعب الحالات بين الأسيرات والتي تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة بعد إصابتها بحروق شديدة أثناء اعتقالها وبتر 8 من أصابعها، بينما يماطل الاحتلال الإسرائيلي في إجراء العمليات اللازمة لها.
تتعرض الأسيرات الفلسطينيات لأشد حالات العذاب النفسي عند نقلهن بالبوسطة والتي هي وسيلة النقل المتوفرة لنقل الأسيرات من المعتقل إلى المحكمة أو المستشفيات وبالعكس، حيث أن عملية نقلهن كانت تستمر ساعات طويلة وهن مقيدات ربما لست ساعات لكي يمثلن أمام المحكمة فقط لثلاثة دقائق ومن ثم يعاد نقلهن بالبوسطة لمدة ست ساعات أخرى هذا كما أوردت الأسيرة المحررة "خالدة جرار" والتي اعتقلت عام 2017 وأمضت 20 شهرا في الاعتقال الإداري لمدة أربع مرات منها ثلاثة مرات تجديد اعتقال إداري، وأفرج عنها بتاريخ 28/2/2019. الأسيرة المحررة خالدة جرار كانت شاهدة ومعانية من سياسة الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسيرات الفلسطينيات من تعذيب نفسي وجسدي وإهمال طبي ومعاملة سيئة جدا في ظروف قاسية وصعبة واحتجازهن في أماكن مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية كاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب UNCAT ، واتفاقية جنيف الرابعة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان،العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز والسجن لعام 1988، جميعها اتفقت على أن جميع الأسرى والأسيرات يجب أن يعاملوا بطريقة إنسانية ومحترمة وأن لا يتم إخضاعهم للتعذيب أو لأي ضرب من ضروب المعاملة القاسية والمعاملة المهينة وانه يجب توفير بيئة صحية مناسبة للأسرى والأسيرات. مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب يطالب بوقف الانتهاكات المستمرة والمتكررة لحقوق الإنسان لما لها من حرمة، ، ويطالب جميع الدول والأطراف على احترام كافة القوانين المحلية والدولية لحقوق الإنسان والتقيد بها ويطالب بالتدخل الفوري ومساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي وضغط المجتمع الدولي على سلطة الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه المخالفات بحق الانسانية والتي تدل على عدم إيمانها بحقوق الأسرى الفلسطينيين، واستهانتها بالاتفاقيات الدولية التي حمت هذه الحقوق.