شارك المدير العام لمركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب الدكتور خضر رصرص ومديرة المشاريع مريم علي الأسبوع الماضي في المؤتمر الإسكندنافي الرابع والعشرين للعلاج من الصدمات 2025 الذي عُقد في الدنمارك، وهو مؤتمر علمي متخصص تمحور حول موضوع: مرونة اللاجئين وتعافيهم: مناهج مبتكرة وتكاملية في علاج الصدمات.
وقد كان الدكتور خضر المتحدث الرئيسي في المؤتمر، حيث قدّم مداخلة علمية تناولت مراجعة نظريات الصدمة المختلفة وطرق العلاج المرتبطة بها، عارضًا نموذجًا لتكييف هذه الأساليب بما ينسجم مع الثقافة الفلسطينية وطبيعة الصدمة المزمنة والمستمرة التي يعيشها الأفراد تحت ظروف الاحتلال والعنف. كما أكّد الدكتور خضر أن الصدمة في فلسطين لا يمكن فهمها من خلال مفهوم اضطراب ما بعد الصدمة فقط، لأن الصدمة لم تنتهِ بعد. وقد أعاد التأكيد على ما طرحه استشاري الطب النفسي الدكتور محمود سهويل عام 2005، الذي وصف التجربة الفلسطينية بأنها صدمة مستمرة.
واعتمدت الورقة العلمية على مراجعة موسّعة للأدبيات الحديثة، خصوصًا تلك التي تتناول التغيرات الدماغية والبيولوجية لدى المتضررين من الصدمات. وقد قدّم الدكتور خضر نموذجًا تكامليًا يأخذ في الاعتبار مراحل الصدمة، ومسارات التعافي، وطبيعة الذكريات الصادمة، مؤكدًا أن التدخل الفعّال في مناطق الصراع يجب أن يكون حسّاسًا للسياق، ومنطلقًا من المجتمع، وواعيًا للأبعاد السياسية للمعاناة.
وأشار الدكتور خضر بشكل مختصر إلى أن التعاون بين المختصين محليًا ودوليًا — بما في ذلك عبر بعض المؤسسات المهنية — ساهم في تبادل الخبرات وتطوير الممارسات، دون أن يشكل ذلك محورًا أساسيًا في حديثه.
كما أكّد أن مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب يعتمد في برامجه العلاجية على أساليب علاجية قائمة على الأدلة العلمية، يجري تكييفها بعناية لتتلاءم مع واقع الصدمات المركّبة والممتدة في فلسطين.
وتأتي مشاركة المركز في هذا المؤتمر تعزيزًا لدوره في تطوير المعرفة المهنية وبناء شراكات علمية دولية تسهم في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للضحايا والمتضررين من العنف والصدمات.