3/7/2017 2:15:00 PM
الكاتب : الاستاذ خضر رصرص
العلاج السلوكي
المعرفي Cognitive Behavioral therapy
يعود بدء العمل بالعلاج المعرفي السلوكي لأوائل السبعينات من القرن الماضي
اعتمادا على علم النفس التجريبي بحيث كان في صدارة طرق العلاج النفسي الكلاسيكية تبعه
في ذلك التقدم والتطور المذهل في علم النفسي الذهني، ولما كانت معظم المشاكل
النفسية تتسم بخلل أدائي وذهني أصبحت الميول
للحديث تسير باتجاه علاج سلوكي
معرفي معا على اعتبار أن احدهما جزء مكمل للأخر، ففي حين كان بافلوف، سكنر، جوزيف
ولبي من رواد المدرسة السلوكية كان ما يخن بوم، ألبرت اليز و
هارون بيك، من رواد المدرسة الذهنية و يمكن تطبيق هذا النوع من العلاج مع الأفراد
و المجموعات على حد سواء.
وقد دأبنا في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب ومنذ تأسيس المركز عام 1997
على استخدام الـ CBT
كمنهج علاجي أساسي للمركزوانطلاقا من تعاملنا مع ضحايا التعذيب أو الناجيين من التعذيب.
فالناجون من التعذيب يعانون من ضعف في آليات التكيف، أفكار ومعتقدات سلبية تجاه
الذات والهروب أو السلوكيات التجنبية، بالإضافة إلى إظهار لوم الذات والدونية، فقدان السيطرة و الشعور
بالذنب، والعار،و قلة الأمل و الثقة بالآخرين، بالإضافة إلى إمكانية معاناتهم من
الآم مزمنة في المستقبل، والـ CBT يأخذ بعين الاعتبار بمبادئه الخلفيات الثقافية،
السياسية والاجتماعية لتجارب الضحايا و المبادئ التالية تلخص هذا النوع من العلاج.
العلاج في الـ CBT يركز على الحاضر: " هنا وألان مع الأخذ
بعين الاعتبر التجارب السابقة للمنتفعين، ويتم تعريف استراتيجيات العلاج وأهدافه،
بالإضافة إلى انه علاج بالمشاركة بين المعالج و المنتفع يقوم على نقاش التغيرات
المرجوة في حياة المنتفع ويجب أن تكون الأهداف واقعية وبالإمكانية تحقيقها.
أمر مهم يؤخذ بالحسبان في الـ CBT تشجيع المنتفعين على التفكير بان سلوكهم تحت التعذيب هو ردة فعل
طبيعية وضرورية للبقاء وان التعذيب صمم و يهدف إلى أشعار المنتفع بفقدان السيطرة
على حياته والشعور بقلة الحلية.
الناجيين من التعذيب أيضا يتبنون قيم وافتراضات جديدة خاطئة عن أنفسهم ،
الآخرين والعالم من حولهم والتي يعيق بناء
الثقة،و المعنى، ويعيق وظائفهم السلوكية و الفردية منها والاجتماعية.
من هنا كان اهمية تعريف هذه المعتقدات والقيم والافتراضات الخاطئةمن قبل
المنتفعين لامكانية تحويلها الى معتقدات وافتراضات صحيحة لان الفكار التي نحملها
تؤثر في سلوكنا سواء سلبا او ايجابا.
من الضروري أيضا للتعامل مع ضحايا التعذيب دمجهم بالمجتمع سواء بالتعليم،
العمل، الأعمال التطوعية ونشاطات أخرى، للتخفف من شعور المنتفعين بالعزلةوقلة
الحيلة.
العلاج السلوكي المعرفي هو علاج موجه نحو المشاكل و التعامل معها، يتضمن
تعليم المنتفع استراتيجيات لإدارة توتره كتمارين الاسترخاء، التعامل بالتعريض exposure للمواقف المخيفة،
لعب الأدوار ، أسلوب حل المشكلات بالإضافة إلى السعي لجعل المنتفع في نهاية العلاج
قادر على إدارة حياته في المستقبل باستخدام ما عايشه من خلال العملية العلاجية
والتي تستغرق ما بين 12- 15 جلسة فالعلاج بالـ CBT
محدد بالوقت والأهداف و هذا يتلاءم تماما مع
كم المنتفعين الهائل من ضحايا التعذيب و الذي يعاني معظمهم من اضطراب ما
بعد الصدمة الذين نتعامل معهم بالمركز.اضافة الى السرعة، الفاعلية وانسجامه مع
الثقافة الفلسطينية، وتم التأكد من ذلك من خلال دراسة قام بها المركز في تشرين
الثاني 2002 ، تم نشرها في مجلة عالمية.