يفتخر مركز علاج وإعادة تأهيل ضحايا التعذيب بتقديم تقريره السنوي لعام 2024. يسلط هذا التقرير الضوء على إنجازاتنا، والمشاريع الجارية، والتأثير الذي أحدثناه في حياة العديد من الأفراد. يعكس التزامنا الراسخ بتقديم الرعاية الشاملة والدعم والمناصرة لأولئك الذين هم في أمس الحاجة. نتوجه بخالص الشكر لشركائنا وموظفينا وداعمينا الذين لعبوا دوراً أساسياً في رحلتنا هذا العام.
حصاد العام 2024
يشهد مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب (TRC) ارتفاعاً ملحوظاً في التوجه نحو خدمات الصحة النفسية نتيجة المعاناة الواسعة من الصدمة النفسية جراء الحرب على غزة والانتهاكات الدموية في الضفة الغربية والقدس. يعبر مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب عن قلقه إزاء ارتفاع نسبة المتأثرين بالصدمة النفسية نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية وعلى نطاق واسع خلال العام 2024. بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز 6254 مستفيدًا، بينهم 1316 رجلًا، و2358 امرأة، و1348 فتاة، و1232 طفلًا.
أولاً: ارتفاع عدد الحالات المتأثرة بالصدمات النفسية
أظهرت بيانات المركز زيادة بنسبة تفوق 353% في عدد الحالات التي تلقت خدمات التأهيل والتدخل النفسي والاجتماعي مقارنة بالعام 2022. ففي ذلك العام، بلغ عدد المستفيدين 1754 مستفيداً، وفي العام 2023 ارتفع العدد إلى 3610 مستفيدين، ليصل في العام 2024 إلى 6254 مستفيداً.
ثانياً: الفئات الأكثر تأثراً
- الأطفال: ارتفع عدد الأطفال المستفيدين من 948 في عام 2022 إلى 2108 في عام 2023، ثم إلى 2580 في عام 2024، بزيادة تجاوزت 270% مقارنة بما قبل الحرب.
-النساء: ارتفع عدد النساء المستفيدات من 943 في عام 2022 إلى 2094 في عام 2023، ثم إلى 3706 في عام 2024.
ثالثاً: استجابات المركز
- إطلاق خدمة الخط الساخن المجاني التي استفاد منها أكثر من 1700 شخص، 94% منهم من قطاع غزة.
- تفعيل خدمة العيادات النفسية المتنقلة في جميع محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.
رابعاً: الصدمات النفسية الناتجة عن الأحداث الصادمة
- أظهرت البيانات أن 28% من الحالات (1776 حالة) تأثرت جراء مشاهدة أو سماع أحداث صادمة، خاصة حرب الإبادة الجماعية في غزة.
خامساً: التقييم الطبي والنفسي
من بين 6254 مستفيداً، تبين أن 25% (1550 مستفيداً) بحاجة إلى علاجات نفسية اجتماعية معمقة، وأحيانًا دوائية، تحت إشراف طبيب نفسي.
سادساً: تأثير الصدمات على الأسرة
أظهرت النتائج أن الصدمات النفسية غالبًا ما تؤثر على جميع أفراد الأسرة، حيث طلبت بعض العائلات المساعدة بشكل جماعي نتيجة شعورهم بانعدام الأمان والعجز عن تجاوز الأعراض النفسية. تم تقديم تدخلات عائلية لعدد 312 مستفيدًا.
سابعاً: الاضطرابات الشائعة
اضطراب التوتر: شمل 87% من الحالات، وكان من أبرز الأعراض: الأفكار الاقتحامية، اضطرابات النوم، التجنب، والعزلة.
اضطراب المزاج: احتل المرتبة الثانية، ومن أعراضه: الاكتئاب، الشعور بالعجز، العزلة، وفقدان الشغف.
ثامناً: تعدد مصادر الصدمات
أظهرت البيانات أن 60% من المستفيدين تعرضوا لأكثر من مصدر صدمة، مثل فقدان عزيز، أو اعتقال أحد أفراد الأسرة، أو هدم المنازل.
تاسعاً: المستفيدون في قطاع غزة
33.1% من المستفيدين (2067 حالة) كانوا من قطاع غزة. تم تقديم الدعم النفسي لهم من خلال فرق الدعم النفسي وخط المساعدة النفسية.
عاشراً: المستفيدون في الضفة الغربية
كانت محافظة القدس الأكثر تأثراً (1839 حالة)، تلتها الخليل (641)، ثم جنين (559)، ونابلس (306)، وطوباس (282).
أحد عشر: إدارة الحالات
خضع 1302 مستفيد لعلاج فردي، و312 لعلاج عائلي، و1665 لعلاج جماعي، و2975 للإسعاف النفسي.
اثنا عشر: تأثير التعذيب
تضاعفت نسبة المحتاجين إلى تدخلات نفسية معمقة نتيجة التعذيب من 32% إلى 83%.
ثلاثة عشر: الجلسات العلاجية
تم تنفيذ 16000 جلسة علاجية بمعدل 7 جلسات لكل حالة.
توصيات:
خطة وطنية شاملة: تتطلب الحالة العامة للصحة النفسية استجابة متكاملة قد تمتد لسنوات، في ظل استمرار الحرب والانتهاكات.
التركيز على الصحة النفسية: يجب أن تكون الصحة النفسية أولوية في العمل الإنساني، مع توفير الدعم اللازم للضحايا.
تعاون الجهود: ضرورة تنسيق الجهود لعمل خطة وطنية للتدخل في كافة المحافظات.
تظهر البيانات أن تأثير الصدمة النفسية يمتد إلى جميع جوانب الحياة، ما يستدعي استجابات شاملة ومستدامة.