3/7/2017 2:19:00 PM
الكاتب : طاقم مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب
بدأ ظهور هذا النوع من العلاج مع بدايات العلاج العائلي
في السبعينات من القرن الماضي على أيدي كل من مايكل وايت وديفيد ابستون وقد بدأ
بالتعامل مع الحالات الفردية وتطور للتعامل للمجموعات.
حيث يركز العلاج الروائي على فكرة أن الأشخاص لديهم
القدرة على عمل معنى لحياتهم من خلال استخدام اللغة و الكلمات لإعطاء إحساس
بالمعنى و التي بدورها تشكل وقصصهم. و بما أن الحياة هي مجموعة من القصص فالحديث
عن هذه القصص التي تنبع من الثقافةو التاريخ و التي تلعب دورا هاما في زيادة معرفة
الناس لأنفسهم من هم، نواياهم ,أهدافهم
وآمالهم تعطي قيمة لتجاربهم و حياتهم .
فالخلل يظهر عند الأفراد عندما يتم الانفصال عن الأشياء
التي لهل قيمة والتي بدورها تؤدي إلى خلل سواء في الحياة التي يعيشونها أو
بطموحاتهم و تخطيطهم للمستقبل.
يهدف العلاج الروائي إلى إيصال الفرد إلى القصص التي
يحبها كما أنه يسعى لإعادة الفرد كعضو فعال في المجتمع من خلال عدة خرائط _ خطوات_
تستخدم خلال هذا النوع من العلاج.
فالإنسان عندما يمر بالتجربة الصعبة (الصدمة) يزيد لومه
لذاته ويفكر بأن المشكلة متعلقة به كشخص وليس بالحدث، من هنا يصعب عليه رؤية
الايجابيات والخبرات الجميلة، والمهارات التي يمتلكها وتأخذ المشكلة حيزا كبيرا
بصفتها متعلقة به وتصبح هي القصة السائدة
والمحورية وهنا دور العلاج بالنظر للمشكلة على أنها هي المشكلة وليست مشكلة
الفرد ذاته، حتى يتسنى له حل هذه المشكلة والنظر إليها بواقعية وفهم دوره وموقعه
من المشكلة.
و لتطوير قصص بديلة موجودة بحياته أو ينوي تطويرها غير
المشكلة السائدة حتى في حالات مثل الفقدان أو الفراق فإن العلاج الروائي يركز على
كيفية البقاء على تواصل مع الأشخاص المهمين بحياة الفرد و ذلك باستحضار الذكريات
الجميلة والتي ترسخ العلاقة و استحضار المساهمات لكلا الطرفين- المنتفع والفقيد_،
كل في حياة الآخر.
هنا يعيد المنتفع تأليف القصة الكلية محتويا بها التجربة
الصعبة وآخذا بعين الاعتبار مميزاته، مهاراته، أهدافه وقيمه، آماله، مبادئه،
التزاماته ومن خلال هذا التشكيل يستطيع المنتفع فهم هويته ويصبح أكثر فعالية وينتقل
من وضع لومه لذاته والمعاناة إلى وضع تحديد الهوية، التقدم ورؤية موقعه.
يتم أيضا الاستعانة بشهود سواء من العائلة، أصدقاء،
أشخاص عاشوا التجربة مع المنتفع وذلك بهدف تعزيز الايجابيات لدى المنتفع وتشجيعه
للتعبير عن نفسه والتغلب على المشاكل المحيطة به.
أخيرا ، على المعالج أن يكون مستمعا جيدا ليتسنى له
قراءة ما بين السطور من خلال التركيز على الكلمات والسلوكيات التي تصدر عن المنتفع
والتي تكون ذات أهمية إيجابية والتي لايكون واعيا لها.