8/22/2024 10:24:00 AM
الكاتب : طاقم مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب
منذ بداية الأحداث في السابع من
أكتوبر، أصبحت الأوضاع في السجون الإسرائيلية كارثية بالنسبة للأسرى الفلسطينيين
الذين عانوا من وطأة الاحتلال الإسرائيلي مما فاقم الحال الذين كانت عليه سوءاً. شن
الاحتلال حملة اعتقالات في جميع الأراضي الفلسطينية وتم اعتقال أكثر من عشرة آلاف
أسير في الضفة الغربية لوحدها، ناهيك عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم من
غزة، ويقبعون الآن خلف جدران سجن سدي تيمان سيء الصيت أو غيره، وبث حالة من الفزع
والرعب في المحيط الذي يتواجد فيه الشخص كله.
العالم بأجمعه شاهدٌ على معاناتهم التي
لا توصف، لكن لا يحرك أحد ساكناً. يعاني الأسرى في السجون الإسرائيلية من الجوع،
والاعتداءات الجنسية التي تم توثيقها وعرضها على القنوات الإخبارية، والقتل العمد،
والاحتجاز في ظروف لا تستوفي المعايير الدنيا لحقوق الإنسان. لا يستطيع العديد من
الأسرى المحررين الحديث عن الفظائع التي واجهوها خلف تلك الجدران، ولكن القلة
الذين استطاعوا، تحدثوا عن الشعور بالتهديد لحياتهم وكرامتهم جراء ما يحدث لهم
داخل الزنازين المظلمة. إفادات وشهادات الأسرى والمحامين الذين استطاعوا دخول
السجون تظهرأن الأسرى يعانون من الحرمان مما يكفي من الماء، والغذاء، واستعمال
المرافق الصحية، والنوم، وبالطبع الدواء، وقيام الجنود بضرب الأسرى ضرباً مبرحاً
وبشكل متكرر، وغير ذلك من أساليب التعذيب الجسدية والنفسية القاسية.
وفي سجن سدي تيمان الذي يحتجز الأسرى
الذين اعتقلهم جنود الاحتلال الإسرائيلي من غزة، يرتكب الاحتلال فظائع لا يمكن
للعقل أن يتصورها حيث انتشرت شهادات من أسرى ومحامين بالإضافة إلى فيديوهات توثق
اغتصاب أسرى فلسطينيين عزّل من قبل جنود إسرائيليين وكلاب بوليسية بأشكال عدة. يتم
نقل العديد من الأسرى المفرج عنهم إلى المستشفيات في حالة صحية يرثى لها. هذا ما
وثقته العديد من مؤسسات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام والمرافق الطبية.
إن معاملة الأسرى بهذه القسوة
والهمجية ما هي إلا ترجمة لإسقاط الصفة الإنسانية عن الإنسان الفلسطيني. أنه لأمر
مؤسف ومريب أننا لا نرى أي رد فعل أو إجراء جدي جدير بالذكر من الجهات الدولية
والأممية المعنية والمختصة فيما يتعلق بقضية الأسرى الفلسطينيين. نهيب بالمجتمع
الدولي وجميع المؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان بالخروج عن صمتهم للدفاع عن حقوق
الأسرى الفلسطينيين والوقوف إلى جانب العدالة واستقامة الضمير.
انتهى