10/7/2024 9:02:00 AM
الكاتب : طاقم مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب
تقرير خاص بحالات الخط الساخن
يهدف هذا التقرير إلى توثيق وعرض حجم المعاناة
والصعوبات التي يواجهها الشعب الفلسطيني وتحديداً في قطاع غزة وذلك منذ بدأ العدوان
على القطاع منذ أحداث 7اكتوبر حتى هذه اللحظة. وذلك بحسب ما تم توثيقه وملاحظته خلال العمل على
الخط الساخن وبحسب ما تم تصريحه من قبل المتوجهين على الخط، مع الأخذ بعين الاعتبار
الجوانب المهنية ومراعاة الخصوصية لكل منتفع. وذلك في الفترة الممتدة من تاريخ
29/7/2024 الى 18/9/2024. فخلال هذه الفترة تم التواصل مع 329 حالة وفق التوزيع التالي: 319 منتفع
بالغ، منهم 160 نساء و159 ذكور و10 أطفال موزعين ضمن مناطق غزة: دير البلح، وخانيونس.
تترك الحرب آثاراً عميقة على الأفراد، حيث
يعاني سكان غزة منذ بداية العدوان من مشاهد صادمة أثرت على صحتهم النفسية. فقد فقدت
عائلات كاملة أحبائها، إلى جانب معاناة النساء من نقص الاحتياجات الأساسية والخصوصية.
ونتيجة التعرض لهذه الأحداث ورؤية المشاهد الصعبة ظهر لديهم مشاكل وأعراض لاضطرابات
نفسية وازدياد في حجم المعاناة وتفاقم الأوضاع النفسية وتحديداً للأشخاص الذين كانوا
يعانوا من مشاكل نفسية سابقاً ولكنهم الآن انقطعوا عن العلاج بسبب عدم توفره في ظل
الظروف الحالية. ومن هذه المشاكل: التأتأة، التبول اللاإرادي، أفكار انتحارية ومحاولات
لإيذاء الذات، كوابيس وأحلام مزعجة، الخوف
والذعر من سماع أصوات عالية على سبيل المثال الطيارات، العدوانية والغضب،الاكتئاب،عدم
التركيز، عدم القدرة على النوم، العزلة الاجتماعية، البكاء المستمر، النسيان، التعب،
الخنقة وسرعة الانفعال، تجنب الأماكن التي تعرضوا بها للأحداث الصادمة او عدم قدرتهم
على الخروج للأماكن العامة.
وللجانب الصحي أثر كبير على معاناة وأنفس
المواطنين في القطاع فهناك انتشار كبير للأمراض وللمشاكل الصحية مثل الأمراض الجلدية
كالحساسية وظهور الحبوب على الجسم، الجرب، دمامل في الشعر وذلك نتيجة عدم توفر المياه
النظيفة وأدوات التنظيف والنظاقة الشخصية كالصابون والشامبو. إضافة الى ذلك تعرضهم
للإصابات والجروح والتهاب الكبد الوبائي الى جانب الأمراض المزمنة. كما أدى عدم توفر
الطعام وتناولهم المعلبات بصورة يومية وعدم توفر الحليب للأطفال الرُضع إلى إصابتهم
بفقر الدم وسوء التغذية.
وفي
الختام، قدم هذا التقرير نظرة شاملة ومقتضبة تعكس الظروف
الراهنة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، بالتركيز على أهمية خدمات الدعم النفسي المقدمة
بواسطة خطوط الدعم والمؤسسات التي تقدم خدمات دعم نفسي واجتماعي وتحديداً في الظروف
الراهنة لما لها من جهود كبيرة في ظل هذه الأوضاع حيث تساهم هذه التدخلات الأولية في عدم تفاقم المشاكل لديهم وإعطائهم
المساحة الكافية للتعبير والمشاركة عن أفكارهم ومشاعرهم ومخاوفهم بالإضافة الى حاجتهم
لوجود أشخاص يسمعونهم دون الحكم عليهم.