4/8/2024 3:19:00 PM
الكاتب : طاقم مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب
في ذكرى الأسير وليد دقة
"أكتب حتى أتحرر من السجن على
أمل أن أحرره مني". هذه هي كلمات الشهيد الأسير وليد دقة في بداية كتابه
"حكاية سر الزيت". استشهد أمس الأسير وليد دقة، الذي كان أسيراً في
السجون الإسرائيلية منذ عام 1986، حين تم اعتقاله لقتله جندياً إسرائيلياً. وليد
دقة هو ناشط وكاتب سياسي من باقة الغربية، أمضى 38 سنة في سجون الاحتلال، وكان في صراعٍ
مع مرض السرطان. هو من أشهر الأسرى الفلسطينيين لإمضائه حكم طويل الأمد حيث يعتبر
من أطول الأحكام التي حكمها الاحتلال الإسرائيلي على سجين فلسطيني. قام وليد بالحصول
على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية في السجن، وكتب العديد من الكتب منها
"حكاية سر الزيت" و"صهر الوعي". في عام 1999، رحب وليد دقة
بمولودته الجديدة "ميلاد" والتي كانت نتيجة النطف المهربة من السجن، وهي
بمثابة تحدي ومقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
"بعد سنة تم تشخيص دقة بسرطان
تليف النخاع العظمي – وهو نوع نادر من سرطان نخاع العظم الذي يعطل إنتاج الجسم
الطبيعي لخلايا الدم. بدأت جماعات حقوقية بالضغط على إسرائيل للإفراج عنه لأسباب
طبية".
حرم الاحتلال الإسرائيلي وليد من العلاج الذي يحتاجه، وتم اتهام الاحتلال بتعذيب
الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. استشهد 10 سجناء فلسطينيين منذ
بداية أحداث السابع من أكتوبر على الأقل، مما يطرح السؤال، هل كل ما يحدث هو مع
سبق الإصرار من الاحتلال الإسرائيلي؟ يعاني الأسرى الفلسطينيون الكثير منذ بداية
الأحداث، من حرمان للطعام، والماء، والدواء. هذا يعزز احتمال أن تكون وفاة وليد دقة
نتيجة الإهمال وسوء المعاملة. العديد من التقارير سلطت الضوء على الظروف القاسية التي يعاني منها السجناء في
السجون الإسرائيلية، وهو موضوع دأب مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب على زيادة
الوعي به.
إن معاناة السجناء الفلسطينيين
في السجون الإسرائيلية هي انعكاس مؤثر للأزمة الإنسانية المستمرة في المنطقة. هؤلاء
السجناء يعانون من ظروف قاسية، بما في ذلك الزنازين المكتظة، والإهمال الطبي، والحبس
الانفرادي. ويتعرض العديد منهم للتعذيب والاستجواب والتعذيب النفسي أثناء احتجازهم. والحرمان من الحقوق الأساسية، مثل الحصول
على المحاكمة العادلة والزيارات الأسرية، يزيد من تفاقم محنتهم. وعلى الرغم من الإدانة
الدولية، تظل محنة السجناء الفلسطينيين تذكرة صارخة بالتوترات والمظالم المتجذرة التي
لا تزال قائمة في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
إن وفاة وليد دقة هي شهادة مأساوية على الظلم الممنهج وانتهاكات حقوق
الإنسان المنتشرة داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلية. وتبرز هذه الحوادث التجاهل القاسي
لكرامة المحتجزين الفلسطينيين ورفاههم. سواء بسبب الإهمال أو الإساءة أو الوحشية الواضحة،
فإن هذه الوفيات تتطلب المساءلة والعدالة.
انتهى.